في تحول إيجابي نادر في مجال مكافحة الأمراض، أصبحت السويد أول دولة أوروبية تشهد انخفاضاً في معدلات الإصابة بسرطان الجلد بين النساء.
وفقاً للتقارير الطبية الحديثة، فإن الجهود المكثفة التي بذلتها السلطات الصحية السويدية في التوعية بأهمية الوقاية من التعرض للشمس، إلى جانب الفحوصات الدورية والتشخيص المبكر، ساهمت بشكل كبير في هذا التراجع.
يعد سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في العالم، ويرتبط بشكل رئيسي بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ولذا، ركزت الحملات التوعوية في السويد على ضرورة استخدام كريمات الوقاية من الشمس وارتداء الملابس الواقية، خاصة خلال فترات الصيف التي تشهد شمساً حارقة.
من جانب آخر، لعبت التطورات في التكنولوجيا الطبية دوراً حاسماً في تحقيق هذا النجاح. فقد تم تحسين طرق الكشف المبكر باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مما ساعد على اكتشاف حالات الإصابة في مراحل مبكرة حيث يكون العلاج أكثر فعالية.
وتشير الإحصاءات إلى أن الفئة العمرية المستهدفة، وهي من 18 إلى 30 عاماً، أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في معدل الإصابة بسرطان الجلد على مدى العقد الأخير.
ويرى الأطباء أن هذه النتائج المشجعة يمكن أن تُلهم باقي الدول الأوروبية لتطبيق سياسات وقائية مشابهة.
على الرغم من هذه النجاحات، يحذر الخبراء من أن سرطان الجلد لا يزال يمثل تحدياً صحياً كبيراً، خاصة مع تغير أنماط الحياة وزيادة الأنشطة الخارجية، لذلك تبقى التوعية المستمرة والفحوصات الدورية أموراً ضرورية لضمان استدامة هذا التراجع وتجنب ارتفاع معدلات الإصابة في المستقبل.
بهذا الإنجاز، تبرز السويد كنموذج يحتذى به في مجال الوقاية الصحية، وتثبت أن الجهود المشتركة بين الحكومات والمجتمع الطبي قادرة على إحداث تغيير ملموس في التصدي للأمراض.